سيـدون التاريـخ مـا سطرتـه
من خسـة وكتبتـه مـن عـارِ
وستشهد الأجيـال أنـك خائـنٌ
لقضيـة الأقصـى ولـلأحـرارِ
وبـأن كفـك لطخـت بدمائهـم
بتخـاذلٍ وتـواطـؤٍ وحـصـارِ
وضربت دون الجائعين حواجـزاً
وقعدت تأكل أنت خلـف جـدارِ
وسمعت نبض العاجزين فكنت في
صف العدو علـى شفيـرٍ هـارِ
وخذلتهم ورقصت فوق جراحهـم
وسننـت حـد السيـف للجـزارِ
فقت اليهود فقـد بنـوا بحجـارة
وبنيـت بالفـولاذ لا الأحـجـارِ
أكذا جوارك للضعيـف المبتلـى
بئس الجوار وبئس فعـل الجـارِ
آذيت مصر فليس مـن أخلاقهـا
أن تستكيـن لمـجـرم غــدارِ
أو تسلمَ الجـار القريـب لمعتـدٍ
وتشـحَّ عنـه بمطعـمٍ ودثــارِ
هي معقل الإسلام كيف تسومهـا
باللـؤم خطـة ذلـةٍ وصـغـارِ
كانت على الأيام رمـز بطولـة
للمسلميـن ورأس كـل فـخـارِ
ظئر العروبة كم تجنـدل دونهـا
جيشٌ وكم صانت حمى الأمصارِ
ما كان ضرك لو كففت وكنت في
بحر الحشود الصامت المتـواري
آليـت إلا أن تجـف عروقـهـا
ظمأً وجوعاً تحت قصـف النـارِ
فليهنـك السـد الـذي شيـدتـه
عاراً عليـك ويالـه مـن عـارِ
[b][center]