يتم كشف جرائم القتل في سوريا بسرعة كبيرة لماذا؟هنا الجواب

تعيش سوريا ولله الحمد جو مميز من الامن والامان يجعلها في مقدمة الدول في هذا العالم الرحب من حيث اطئنان الفرد على حياته وممتلكاته

ورغم حدوث جرائم متععدة كالقتل مثلا فبالكاد تسمع عن الجريمة لتقرا او تسمع في اليوم التالي او بعده او الايام القليلة التالية بابعد تقدير عن الكشف عن ملابساتها وسوق القاتل ليمثل امام العدالة

حدث انني كنت ومنذ ايام قليلة في زيارة لأحد الاصدقاء في مكتبه لألتقي بفتاةوبمجرد معرفتها انني اخصائي بالطب الشرعي تحدثت لي عن جريمة قتل طالت اخاها منذ اكثر من 5 سنوات ولم يتم الوصول للفاعل حتى الان

اثار الموضوع استغرابي بداية ولكنني وعندما شرحت لي حيثيات القضية تفهمت الموضوع حيث ان المجني عليه يعمل كسائق لسيارة اجرى عامة وقد تم قتله والقاء جثته في مكان بعيد عن موقع الجريمة المفترض وتم حرق سيارته بالكامل في مكان اخر

فلماذا لم يتم حل وفك شيفرة هذه الجريمة الشنيعة بينما يتم الكشف وبسرعة فائقة عن غيرها من جرائم القتل

الجواب من وجهة نظري انه نظرا لعدم وجود علاقة سببية سابقة بين الجاني والمجني عليه فالقاتل غالبا ومن وجهة نظري هو شخص او عصبة من الاشرار حاولوا ان يسرقوا القتيل بعد ان استقلوا سيارته كركاب عاديين وعندما اظهر مقاومة ما تمت تصفيته

وفي مثل هذه الحالات يصعب القاء القبض عليهم الا في حال ارتكبوا جريمة اخرى وتم اعترافهم بكل جرائهم السابقة ومكمن الصعوبة هنا عدم وجود رابط بين القاتل والقتيل سوى المصادفة وحدها والحظ العاثر الذي رمى هذا المسكين ليواجه هؤلاء القتلة

وبشكل عام يتم القاء القبض على الجناة في سوريا في جرائم القتل بشكل يسير لوجود عوامل عديدة يقف في طليعتها وجود وعلى الغالب علاقة مسبقة بين اطراف الجريمة من ثار او قضية اخلاقية او عامل مالي تجعل من المشتبه فيهم ضمن دائرة ضيقة يسهل الايقاع بالقاتل فيها

فأنا واثناء كشفي على عدد من الجرائم ومن اول لحظات الفحص اتفاجا بأهل الضحية يذكرون اسم الفاعل الذي غالبا ما يكون صحيح نظرا لوجود تهديدات سابقة او محاولات سابقة ايضا لاتصل لدرجة القتل الا في هذه المرة

والفحص الطبي الشرعي يوجه بدوره ومن خلال طريقة القتل لمنحى معين فمشاهدة اثار تعذيب او تنكيل بالضحية يجعلك تتوقع سبب اخلاقي كجرائم الشرف او قضية الثار

وكذلك فان عامل اساسيا يساهم في كشف هذه الجرائم وهو ضعف العقلية الإجرامية عند القاتل في مجتمعنا فالقاتل غالبا ما يكون من مستوى ثقافي متدني او ذكائه محدود كما ان الخوف الذي يتملكه لحظة الجريمة وعلى خلاف مايظنه البعض يجعله يرتكب الاخطاء وبذلك يكون صيدا سهلا للعدالة

دون ان ننسى بالطبع الدور المميز لعناصر الامن والقيادات الاعلى في كشف الجريمة وحتى لا يغمز احد ويتهمني بشرعنة بعض الأساليب القاسية المتبعة أثناء التحقيق فأحب ان اؤكد له ان الاعترافات تبقى دون أهمية تذكر اذا لم تقترن بالدليل الملموس امام القضاء السوري وهو بالمناسبة نزيه جدا في جرائم القتل وقضاة محاكم الجنايات من انزه القضاة

ويجب على الجميع ان يدرك اننا في الطب الشرعي او زملائنا في الامن الجنائي نعمل ضمن امكانيات محدودة جدا في مجال المعدات والتكنولوجيا المتقدمة وذلك برغم محاولات تطويرها المستمرة الا انها تبقى دون الطموح ويظل الاعتماد الاكبر على العنصر البشري ومدى كفائته ونزاهته

وعند حدوث اي جريمة تجد مجموعة العمل تعمل كخلية نحل باشراف مباشر من قيادة الشرطة والمحافظ حتى للوصول للفاعل باسرع وقت ممكن

ويجب ان لا ننسى توجيه الشكر لذاك الجندي المجهول الذي يقوم باعتقال الفاعل وجعل حياته عرضة لطلقة غادرة من مجرم امتهن القتل وجعل من الموت عنوانا دائما لحياته

» تاريخ سوريا الحديث
» تاريخ سوريا المصور
» أكبر مكتبة برامج شاملة بالسيريال والكراك لجهازك ... حمل بسرعة
» تحميل برنامج FastCopy 2.09 لنقل الملفات بسرعة رهيبة مجانى
» لماذا تقول احبك