أشتاق اليك أكثر

يداك أرجوحتان تدلتا من قمر
ومركب رجه المجداف في نهر
وفي عينيك تاهت ألف نجمة في غفلة من دهر
فيهما من عصورٍ غرق بحر
لا تسألني كيف عن بعدك لا أقدر
فإني حتى وأنا معك شوقي يغلبني فكيف أقدر
فكيف لا أشتاق لمن يحتلني ويسكنني
كما الروح يسكنها العمر
وكما الوردة يتملكها العطر
كما الليالي يزينها السهر
كيف أخبرك بمقدار شوقي إليك لا أعلم
فشوقي إليك يبقى ما دامت الشطئان يحدها بحر وأكثر
ما دامت الليالي تضيئها نجوم وقمر وأكثر
شوقي بمقدار ما تتسع قلوب البشر شوقُ وأكثر
بعدد الرياح والمال وقطرات المطر وأغصان الشجر
وأكثر و أكثر و أكثر
فلا تسألني بعد عن شوقي
فمهما تخيلت مقداره فعلم أن شوقي من ذلك أكثر
فكيف لا يكون شوقي كبير
وأنا كالطفل يشتاق لقطعة سكر
كالأرض تشتاق لقطرة مطر
كالخائف من الظلام يشتاق لضياء فجر
كيف لا أشتاق إليك
وأنا احبك من المحبة أكثر
والهوى لا يعرف قيد و قدر
فلا تعد تسألني عن شوقي إليك
فشوقي لك من الشوق بالآلف المرات أكبر